فيما يلي نتعرف واياكم على أعظم عشر شخصيات في تاريخ المغرب بداية من سنة 789 للميلاد، وهي نفس السنة التي تأسست فيها أول دولة في المغرب، الدولة الإدريسية.

تصنيفنا سيشمل أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ المملكة أو العالم، العربية والأمازيغية، المولودة في المغرب أو خارجه، وهذا أمر مهم جدًا نظرا الى أن بعض الشخصيات المذكورة هنا اختلف المؤرخون في مسقط رأسها.

10. ابن بطوطة

 ابن بطوطة

نبدأ تصنيفنا بالرجل المغربي الأكثر شهرة في التاريخ، وهو ابن بطوطة، واسمه الحقيقي مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد اللواتي الطنجي، وهو رحالة مغربي ينظر إليه كأحد أعظم الرحالة في التاريخ، إن لم يكن أعظمهم وأكثرهم تأثيرًا.

ولد ابن بطوطة في سنة 1304 للميلاد بمدينة طنجة، وفي سنة 1325، وبينما كان لا يزال في الواحدة والعشرين من عمره، انطلق في رحلة الحج، ولم يعد بعدها إطلاقا الى مسقط رأسه.

قام ابن بطوطة برحلات ملحمية، ونجح خلال فترة قصيرة من بلوغ الصين، بل وعبر الصحراء الكبرى والتقى باباطرة عدد من دول غرب افريقيا، بمن فيهم مانسا موسى الذي يلقبه البعض بـ “أغنى رجل في التاريخ”.

زار ابن بطوطة الهند وعددًا من الجزر القريبة مثل سريلانكا وجزر المالديف، وزار أيضا سور الصين العظيم خلال رحلته الى شرق آسيا وكتب الكثير عن حضارتها وعمرانها.

9. ابن تومرت

ابن تومرت هو مؤسس الدولة الموحدية في المغرب، والتي ورثت الدولة المرابطية وحكمت أيضا أجزاءً من تونس والجزائر وليبيا، كما حكمت جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، وظلت دولة قوية حتى منتصف القرن الثالث عشر.

ولد ابن تومرت في جنوب المغرب بمنطقة سوس، وقد ادعى أنه من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم، وعُرف بعدائه للدولة المرابطية، ولاحقا تمرد عليها وأسقط حكمها.

ينظر البعض الى ابن تومرت نظرة سلبية، ومع ذلك، وبسبب تأثيره الكثير في تاريخ المغرب وشمال إفريقيا، نعتقد أنه يستحق مكانا له في قائمة أعظم شخصيات المملكة.

8. محمد بن عبد الكريم الخطابي

محمد بن عبد الكريم الخطابي

قائد عسكري ومجاهد أمازيغي تصدى للاستعمار الاسباني والفرنسي لمنطقة الريف (شمال المغرب)، وهو مؤسس ورئيس جمهورية الريف المستقلة.

انخرط الخطابي في المقاومة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وقد كبد الاستعمار خسائر فادحة في العديد من المناسبات، أشهرها في معركة أنوال حيث قتل ما يقرب من 10 آلاف جندي إسباني.

اكتسب الخطابي الكثير من التأييد في جميع أنحاء المغرب، وخوفا من توسع نفوذه في الأجزاء الجنوبية الخاضعة للسيطرة الفرنسية، قامت الأخير بشن هجوم مشترك مع الاسبان على المقاومة.

استخدم الإسبان والفرنسيون في هذه الهجمات أسلحة كيماوية محظورة دوليًا أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المجاهدين والمدنيين في واحدة من أسوأ جرائم حرب الاستعمار في افريقيا.

لحقن الدماء، استسلم عبد الكريم الخطابي في سنة 1926، وقضى ما تبقى من عمره في المنفى في جزيرة ريونيون الفرنسية، ولاحقا في مصر حيث توفي.

ينظر اليوم الى الخطابي كأحد أهم رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار، ويحظى بمكانة خاصة عند الأمازيغ، وصوره دائما حاضرة في المناسبات الوطنية والثقافية الامازيغية، وأيضا الرياضية، وقد أثرت تكيتاكته العبقرية على عدد من الثوريين، بمن فيهم تشي جيفارا.

7. مولاي علي الشريف

مولاي علي الشريف أو الشريف بن علي، هو جد الأسرة العلوية في المغرب، الأسرة الحاكم في المملكة منذ القرن السابع عشر حتى يومنا هذا، وقد ادعى هو الآخر نسبه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

تعاظمت قوة مولاي علي الشريف شيئا فشيئا في منطقة تافيلالت جنوب شرقي المملكة، وكان لتراجع قوة وهيمنة الدولة السعدية دور في ذلك.

تخلى الشريف بن علي عن الحكم لإبنه في نهاية حياته وعاش حياة الزهد، وتوفي في 4 يونيو 1659.

6. أحمد المنصور الذهبي

أحمد المنصور الذهبي

كان أحمد المنصور الذهبي سابع سلاطين الدولة السعدية وأحد أكثرهم تأثيرًا، وقد اشتهر بشكل خاص بقيادته للجيش المغربي مع شقيقه أبو مروان عبد الملك خلال معركة وادي المخازن ضد الجيش البرتغالي.

دامت المعركة حوالي أربع ساعات، وقتل خلال ثلاث ملوك، ولهذا السبب سميت أيضا بـ “معركة الملوك الثلاثة”، وهم:

  • أبو مروان عبد الملك (سلطان المغرب)
  • سبستيان الأول (ملك البرتغال)
  • محمد المتوكل (سلطان المغرب السابق المتحالف مع البرتغاليين)

أصبح المتوكل سلطانا على المغرب بعد المعركة خلفا لشقيقه، وقد تميزت فترة حكمه بدعم العلماء والشعراء والفنانين، كما أنه بنى عددًا من المساجد والقصر، منها قصر البديع الذي يعد من أجمل قصور العالم في وقته.

5. عبد الله بن ياسين

داعية ومجاهد وضع الأسس الأولى للدولة المرابطية في المغرب، وقد اشتهر برحلته الدعوية في شمال افريقيا بين القبائل بهدف نشر الإسلام وتصحيح العقائد.

لم ينجح بن ياسين في دعوته وواجه مقاومة من القبائل على تطبيق أحكام الشريعة، فلجأ الى جزيرة صغيرة حيث أس رباطا مع مجموعة من أتباعه، ومن هنا يأتي اسم “المرابطون”.

انتشر خبر بن ياسين وازداد عدد اتباعه حتى شكل جيشًا صغيرًا نجح من خلاله في فتح وإخضاع العديد من المدن المغربية، وفي سنة 1059، توفي في معركة أمام جيش مملكة برغواطة،

4. يعقوب المنصور

أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور، ويعرف اختصارا بـ “يعقوب المنصور”، هو ثالث خلفاء الدولة الموحدية، وحكمه استمر لنحو 15 عامًا بين عامي 1184 و1199 للميلاد.

قبل أربع سنوات من وفاته، قاد يعقوب المنصور الجيش الإسلامي في معركة الأرك ضد قوات ملك قشتالة ألفونسو الثامن، وحقق فيها نصرا يضاهي نصر المسلمين في معركة الزلاقة من حيث الخسائر المسيحية.

وقعت المعركة في 18 يوليو 1195 (9 شعبان 591 هـ) بالقرب من تلة ألارك في مقاطعة ثيوداد ريال الاسبانية بين جيش مسيحي قوامه 150 الف جندي، وجيش إسلامي قوامه 50 ألف جندي حسب المصادر الموحدية (قد تكون الأرقام مبالغ فيها).

حقق الموحدون انتصارا حاسمًا في المعركة أدى إلى توطيد حكمهم لشبه جزيرة ايبيريا، والذي لم يدم كثيرًا قبل أن ينهزم الموحدين بعدها بنحو 16 عاما في معركة العقاب (من المعارك الحاسمة التي أدت إلى سقوط الأندلس).

3. إدريس بن عبد الله

ولد إدريس بن عبد الله في شبه الجزيرة العربية في سنة 743 للميلاد، وبعد هزيمة العلويين في موقعة فخ سنة 785، فر الى المغرب حيث أسس الدولة الإدريسية، أول دولة في تاريخ المغرب.

اتخذ إدريس بن عبد الله، والمعروف أيضا بـ “أدريس الأول”، من مدينة وليلي عاصمة لدولته قبل أن يؤسس مدينة فاس في سنة 789 ويجعلها عاصمة جديدة.

ينسب الى إدريس بن عبد الله توحيد العديد من القبائل الأمازيغية تحت راية دولة واحدة، وكذلك نشر الإسلام بينهم، وهو يحظى اليوم بتقدير كبير بين المغاربة باعتباره المؤسس للدولة.

2. طارق بن زياد

طارق بن زياد

قائد عسكري قاد الفتح الإسلامي لإسبانيا في القرن الثامن بجيش قوامه حوالي 7000 جندي، غالبيتهم من الأمازيغ حديثي الإسلام، والذين عبر به المضيق الذي سمي لاحقا باسمه، مضيق جبل طارق.

كان طارق بن زياد قائدًا للجيش الاسلامي في أول معركة كبرى خلال الفتح الإسلامي للأندلس، وهي معركة وادي لكة أمام جيش القوط الغربيين بقيادة لذريق، ملك القوط بين عامي 710 و712.

المعركة فتحت الطريق أمام المسلمين لفتح العديد من المدن، بما في ذلك قرطبة وغرناطة وطليطلة، ويعتبر انتصارهم في هذه الموقعة من أهم الانتصارات في التاريخ الإسلامي.

1. يوسف بن تاشفين

يوسف بن تاشفين

وُلد يوسف بن تاشفين في سنة 1009، ومع انه قد ولد في صحراء موريتانيا، الا انه قضى معظم حياته في المنطقة داخل حدود المملكة المغربية اليوم.

تولى يوسف بن تاشفين إمارة دولة المرابطين في سنة 1065 بعدما تنازل له ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني، وذلك حدث بعد العديد من الإنجازات التي حققها كقائد عسكري.

تواصلت إنجازات هذا الرجل بعد توليه للحكم في توحيد القبائل والدول في شمال غرب افريقيا تحت راية واحدة، وكذلك توحيد الاندلس التي كانت مقسمة لـ 22 دولة.

ساهم بن تاشفين في نشر المذهب المالكي في المغرب وشمال افريقيا، وقضى نهائيًا على بعض المذاهب الغريبة التي ظهرت في المغرب، مثل مذهب البرغواطة.

بن تاشفين والاندلس

سميت الفترة التي تلت سقوط الدولة الاموية من تاريخ الاندلس بفترة “ملوك الطوائف”، وخلالها كانت الاندلس مقسمة الى عدة دويلات إسلامية تعادي بعضها.

وصل الضعف والخيانة بين ملوك الاندلس لدرجة أن بعض الدويلات كانت تستعين بالدول المسيحية على بعضها البعض، وتحديدًا ألفونسو الثالث ملك ليون.

كان المسلمون فعليًا يدفعون الجزية لألفونسو الثالث، ومع ذلك، كان ألفونسو الثالث يسعى لتوسيع مملكته جنوبا حيث هذه الدويلات.

أرسل أهل الاندلس في سنة 1085 رسائل للأمير يوسف بن تاشفين تستنجده وتطلب منه العون، وبالفعل استجاب لذلك بجيش ضخم سار الى الاندلس حتى وصل الى الزلاقة.

معركة الزلاقة

التقى جيش ألفونسو الثالث المدعوم من عدة دول أوروبية مسيحية وجيش يوسف بن تاشفين في سهل الزلاقة، وهناك وقعت واحدة من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي.

تمكن يوسف بن تاشفين من تحقيق نصر حاسم أوقف به زحف المسيحيين في شبه الجزيرة الايبيرية.

على الرغم من هذا الإنجاز العظيم، الا ان خيانة ملوك الطوائف استمرت بعد المعركة، وهو ما اجبر يوسف بن تاشفين على العودة مجددًا.

قضى يوسف بن تاشفين على ملوك الطوائف وضم الاندلس الى دولة المرابطين، وهكذا حافظ على الاندلس من السقوط، على الأقل لأربعة قرون قادمة.

دور هذا الرجل يجعله بالنسبة للكثيرين أحد أعظم الشخصيات في تاريخ ليس المغرب فحسب، بل في التاريخ الإسلامي.