ما هي أسوأ مجاعة في تاريخ المغرب؟

ما هي أسوأ مجاعة في تاريخ المغرب؟

عانت المغرب طوال تاريخها الحديث من العديد من المجاعات التي كانت معظمها بسبب موجات الجفاف.

في القرن الماضي، عرفت المغرب أكثر من 10 فترات جفاف رئيسية، لكن أسوأ مجاعة في تاريخ المغرب لم تكن بسبب الجفاف فحسب، بل أيضا بسبب الإدارة الكارثية للأزمة.

شهدت المغرب أسوأ مجاعة في تاريخها خلال فترة الحرب العالمية الثانية بين عامي 1940 و1948، وتحديدًا سنة 1944 التي تعرف في المغرب بـ “عام الجوع” أو “عام البون”.

أصيبت المملكة في تلك الفترة بجفاف شديد أدى الى نقص المواد الغذائية وموت الماشية وانتشار الامراض، وما زاد الطين بلة، هي سياسة “المجهود الحربي” في سنوات الحرب العالمية الأخيرة.

هذه السياسة، سياسة المجهود الحربي، تشير الى قيام الدولة بتعبئة شبه كاملة لموارد الدولة (مثل المواد الغذائية) نحو القوة العسكرية في الجبهة، وعادة ما ينتج عن ذلك انخفاض حاد في المواد الغذائية المتوفرة للمدنيين.

المغرب كانت في أربعينيات القرن الماضي مستعمرة فرنسية، لذلك، فقد شملتها هذه السياسة التي أدت الى تقليص حصة الشعب المغربي من المواد الغذائية المتاحة وارتفاع أسعارها بشكل رهيب.

كان المغاربة مجبرين خلال تلك الفترة على أكل كل ما هو صالح للأكل للبقاء على قيد الحياة، بما في الحين الحيوانات مثل القطط والكلاب، وكذلك الخنازير البرية.

الحيوانات من جهة أخرى مثل الكلاب كانت تقتات على جثث البشر المتساقطة على الطرقات وفي الشوارع.

هناك رواية تشير الى ان البعض قام بأكل الجثث ونبش القبور، ومع أنها روايات غير مؤكدة، الا أن مثل هذه السلوكيات تعتبر من الممارسات المألوفة في المجاعات الشديدة.

لدى كل المغاربة قصص عن تلك السنوات تناقلوها عن أجدادهم، ومنهم من يحكي أن الناس كانت تأكل روث الحيوانات مع الحليب لسد جوعها.

لا يعرف بالتحديد كم عدد المغاربة الذين ماتوا في هذه الفترة (1940-1948)، لكن معظم التقديرات تشير الى ما بين 40 الف الى 200 الف انسان.

الخسائر كانت في الأرياف أكبر بكثير من المدن، وبعض العائلات والاسر أبيدت بالكامل داخل منازلها إما من شدة الجوع أو بسبب الامراض.