المعارك هي نزاعات عسكرية تقع بين قوتين أو اكثر في منطقة محددة للغاية مثل المدن والقرى، وعادة ما تستمر لفترات أقصر بكثير من الحروب.

الحروب غالبا ما تكون عبارة عن سلسلة من المعارك، والخسارة في احدى تلك المعارك لا يعني بالضرورة خسارة الحرب، لان الجيوش يمكنها ان تتعافى وتعود للقتال مرة أخرى.

بعض المعارك يمكن ان تكون حاسمة للغاية، تماما كما هو الحال مع أسوأ معركة في التاريخ من حيث عدد القتلى، والتي كانت معركة حاسمة غيرت وجه التاريخ.

أسوأ معركة في التاريخ هي معركة ستالينغراد التي جرت على الأراضي الروسية بين الجيش السوفيتي والجيش الألماني للسيطرة على مدينة ستالينغراد (تعرف اليوم باسم فولغوغراد).

هذه المعركة حدثت ابان الحرب العالمية الثانية في الفترة بين أغسطس 1942 وفبراير 1943، ويمكن اعتبارها المعركة الفاصلة التي حسمت الحرب لصالح قوى التحالف.

لا يعرف بدقة كم عدد الذين قتلوا في هذه المعركة، لكن أقل التقديرات تشير الى ما يقرب من 1.2 مليون شخص، بينما تشير التقديرات الأخرى الى نحو 2.5 مليون شخص.

من حيث عدد الضحايا، كانت هذه المعركة ثاني أسوأ عملية عسكرية في التاريخ بعد حصار مدينة لينينغراد (تعرف اليوم باس سانت بطرسبرغ) الذي قتل خلاله نحو 5 ملايين انسان.

لمحة عن معركة ستالينغراد

في سنة 1942، وبعد ثلاث سنوات من بداية الحرب العالمية الثانية، قرر الجيش الالماني ان الوقت قد حان لضم الاراضي الروسية الى الامبراطورية الالمانية الصاعدة.

وضع الالمان أنظارهم على مدينة ستالينجراد باعتبارها الهدف الرئيسي بدلا من العاصمة موسكو بسبب أهمية الأولى الصناعية.

بدأ الجيش الألماني هجومه في 23 أغسطس 1942، ومع أن الروس نجحو في صد الهجوم على شمال المدينة، الا ان الهجوم تسبب في مقتل ما يزيد عن 200 الف روسي.

قام الجيش الألماني بعد ذلك بحصار المدينة وقطع كل الطرق المؤدية اليها، كما قام سلاح الجو بتنفيذ عدة عمليات تسببت في تدمير شبه كامل للمدينة.

في 19 نوفمبر، قام السوفيتي بشن هجوم مضاد تمكنوا فيه من محاصرة اكثر من 300 الف جندي الماني، وعلى عكس الروس، لم يتمكن الالمان من تحمل الشتاء والجوع طويلا.

بحلول فبراير 1943، كان السوفييت قد نجحو في استعادة السيطرة على كل المدينة ومحيطها وأسر اكثر من 100 الف جندي الماني (مات معظمهم في معسكرات الاعتقال).

كانت تلك أول هزيمة كبيرة في صفوف الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، والعديد من المؤرخين يعبرونها نقطة تحول رئيسية في الصراع.

بدأت القوات السوفيتي في عملية لتحرير جميع الأراضي الروسية بعد هذه المعركة والتقدم غربا باتجاه الحدود الألمانية.

انتهى هذا التقدم السوفيتي في سنة 1945 بمعركة برلين التي تعد من بين أكثر المعارك وحشية في التاريخ، وهي المعركة الكبيرة الأخيرة في الحرب العالمية.