كانت الحرب البونيقية الثالثة جزءًا من الحروب البونيقية بين روما وقرطاجة التي استمر اثمانية عقود، والتي انتهت مع نهاية هذه الحرب الثالثة، وتحديدًا مع نهاية حصار قرطاجة في سنة 146 قبل الميلاد.

أسوأ معركة في الحرب البونيقية الثالثة هي معركة حصار قرطاجة التي قُتل خلالها أكثر من 62 ألف انسان، أكثر مما قتل في جميع معارك الحروب البونيقية الثلاث بين قرطاجة وروما.

كان حصار قرطاجة المعركة الفاصلة والرئيسية في الحرب البونيقية الثالثة، وبنهايتها، انتهت سلسلة الحروب البونيقية بانتصار الجيش الروماني وهزيمة قرطاجة.

استمر حصار قرطاجة لثلاث سنوات من 149 قبل الميلاد الى 146 قبل الميلاد، أي بعد نحو 52 عامًا من نهاية الحرب البونيقية الثانية.

بدأ الحصار بنزول جيش روماني ضخم في مدينة اوتيك القديمة في أقصى شمال تونس الحالية، وكانت نيتهم القضاء على مدينة قرطاجة بأي ثمن وعدم قبول أي تنازلت أخرى من القرطاجيين.

تمكن القرطاجيون من إدخال الإمدادات عبر البحر بالرغم من الحصار، ولهذا السبب تمكنت المدينة من الصمود لكل هذه الفترة.

الحدث الرئيسي في الحصار كان نجاح الرومان في قطع طريق القرطاجيين إلى البحر.

دخل الجيش الروماني بقيادة سكيبيو اميليانوس (غير سكيبيو الذي هزم هانيبال في معركة زامة) المدينة في سنة 146 قبل الميلاد، وقتل كل شخص قابله واحرق المدينة ودمرها.

استغرق الجيش الروماني ثلاثة أيام للوصول الى قلعة بيرسا حيث اجتمع الأهالي، لكنهم سرعان ما استسلموا بعدما جاءهم عرض سلام من القائد سكيبيو اميليانوس.

بدلا من قتلهم، وافق سكيبيو على أخذ الـ 50 ألفا من القرطاجي وبيعهم كعبيد.

أحرقت المدينة بأكملها، وأخذ الرومان كل كنوزها، واضرمت النيران في الأسطول القرطاجي، وأصبحت كل الأراضي القرطاجية مقاطعة رومانية جديدة في افريقيا.

حصل سكيبيو بعد هذه المعركة على لقب “سكيبيو الإفريقي” كما جده بالتبني “سكيبيو الإفريقي”، وللتميز بينهما، يُطلق على الأول “سكيبيو الإفريقي الأصغر”، ويُطلق على جده بالتبني “سكيبيو الإفريقي الأكبر”.