كانت الحرب البونيقية الثالثة الجزء الأخير من سلسلة “الحروب البونيقية” بين روما وقرطاجة، وبنهايتها، انتهت هذه الحرب ببروز روما كقوة عظمى وحيدة في حوض المتوسط وسقوط قرطاجة.

  • إجابة مختصرة: خرق معاهدة السلام بين روما وقرطاجة هو السبب الرئيسي لقيام الحرب الثالثة

نصت معاهدة السلام بين قرطاجة وروما في سنة 201 قبل الميلاد على منع القرطاجيين من شن أي حرب دون إذن من مجلس الشيوخ الروماني حتى إن تعرض قرطاجة للهجوم، وهو ما خرقه القرطاجيون في سنة 151 قبل الميلاد.

في الواقع، هذا لم يكن السبب الوحيد، فروما كانت لها أطماع في إنهاء الوجود القرطاجي، أما خرق القرطاجيين للمعاهدة، فلم تكن سوى ذريعة.

المعركة التي نتحدث عنها هي معركة أوروسكوبا بين الجيش القرطاجي بقيادة صدربعل والجيش النوميدي بقيادة الملك ماسينيسا.

قبل معركة أوروسكوبا، كان النوميديون قد هاجموا الأراضي القرطاجية واستولوا عليها، ولم يتمكن القرطاجيون من فعل أي شيء دون إذن من روما.

كان النوميديون حلفاء لروما، لذلك، لم يكن لدى القرطاجيين أي أمل في حصولهم على اذن من روما للدفاع عن أنفسهم.

في سنة 151 قبل الميلاد، كسر صدربعل هذه المعاهدة وشن الحرب على النوميديون، ولسوء حظ القرطاجيين، فقد انتهت الحرب بهزيمة مذلة.

يجب الإشارة إلى أن صدربعل الذي قاد الجيش القرطاجي في هذه المعركة ليس هو صدربعل برقة شقيق حنبعل الأصغر، بل شخصية أخرى لا يُعرف عنها سوى القليل.

أسباب أخرى

كما ذكرنا انفا، فمعركة أوروسكوبا كانت مجرد ذريعة وليست السبب الرئيسي للحملة الرومانية على شمال افريقيا.

بعد نهاية الحرب البونيقية الثانية، واجهت روما مشكلة كبيرة بعد عودة جنودها الى أرض الوطن، ومعظمهم كان مزارعين، وفي غيابهم، اشترى الأثرياء غالبية الأراضي والمزارع.

لم يجد هؤلاء الجنود مكانًا يذهبون إليه، وانتهى بهم الأمر في العاصمة روما بحثا عن عمل، وكان الحل بسيطا، إرسالهم مرة أخرى الى الحرب.

ارسل الرومان جيشًا الى اليونان للقتال ضد فيليب الخامس المقدوني، فانتصر الجيش الروماني وأصبحت اليونان تحت سيادة روما.

لم يكتفي الرومان بذلك، بل أعلنوا حربًا أخرى، لكن هذه المرة في شمال افريقيا على القرطاجيين الذين لم يكن لديهم جيش منذ نهاية الحرب البونيقية الثانية.

تمحورت المعركة حول مدينة قرطاجة التي حاصرها الرومان لثلاث سنوات قبل أن ينجح سكيبيو في دخولها وتدميرها بالكامل، وقد قتل خلال هذه المعركة الالاف من سكان المدينة، وتم استعباد حوالي 50 الف من الناجين.