لعب الإمبراطور دورًا محوريًا في تاريخ الإمبراطورية الرومانية نظرا ملا تتمتع به من سلطة سياسية وعسكرية ودينية مطلقة، وكان المسؤول الأول عن نجاحات واخفاقات الإمبراطورية طوال تاريخها.

حُكمت روما خلال فترتها كإمبراطورية من قبل 71 إمبراطورًا، وبلا شك، لم لم يكن كل اباطرة روما بنفس الحنكة السياسية والعسكرية.

في هذه المقالة نتعرف واياكم على أعظم الأباطرة في تاريخ روما، والسبب لماذا قمنا باختيارهم، ونشير الى أن حديثنا سيكون مقتصرًا على روما الإمبراطورية الموحدة، والتي يمتد تاريخها بين عامي 27 قبل الميلاد حتى الانقسام الأخير في سنة 395 بعد الميلاد.

10. أوريليان

أوريليان

امبراطور روماني حكم روما بين عامي 270 و275 للميلاد، وبالرغم من فترة حكمه القصيرة، إلا أنه يعتبر من أعظم وأهم الاباطرة في التاريخ الروماني، ويرجع ذلك الى دوره الكبير خلال ما عُرف بـ “ازمة القرن الثالث”.

كانت الامبراطورية خلال هذه الأزمة على وشك الانهيار نتيجة لسلسلة من الاضطرابات بدأت في سنة 235 للميلاد مع اغتيال سيفيروس ألكسندر، وظلت كذلك حتى استلم أوريليان مقاليد الحكم.

أدخل أوريليان إصلاحات اقتصادية وسياسية وعسكرية نجح من خلالها في توحيد الامبراطورية الرومانية مرة أخرى بعد أن تفتت الى عدة دويلات صغيرة شبه مستقلة ومتحاربة.

حرص أوريليان بشكل كبير على الجانب العسكري، فجعل جيشه أكثر انضباطًا، وبنى أسوارًا حول العاصمة لا تزال قائمة الى يومنا هذا، والمعروفة بـ “أسوار أوريليان”.

9. ماركوس أوريليوس

ماركوس أوريليوس

امبراطور وفيلسوف وقائد عسكري محنك حكم روما مع أخيه المتبنى لوسيوس فيروس بين عامي 161 و180 للميلاد، وهو آخر الاباطرة الخمسة الصالحيين.

بمجرد تسلمهما للحكم، اندلعت الحرب الرومانية الفرثية التي استمرت حتى سنة 166، وخلالها قاد لوسيوس فيروس الجيوش على أرض المعركة، في حين ظل ماركوس أوريليوس في روما يدير شؤون الدولة.

حقق فيروس نصرًا عظيما على الفرس، وفي سنة 166، عاد الى روما مع جيشه المحمل بالطاعون، ومع أنها لم تكن أول مرة ينتشر فيها الطاعون في الإمبراطورية، إلا أن الأمور كانت مختلفة قليلا هذه المرة.

تسبب هذا الطاعون، والمعروف باسم “الطاعون الانطواني”، في مقتل ما يقرب من 10 في المائة من سكان الامبراطورية الرومانية، وربما ألفي شخص في اليوم الواحد، ومن المحتمل أن لوسيوس فيروس توفي أيضا بسبب الطاعون.

انتهى الطاعون في سنة 180، وهي نفس السنة التي توفي فيها ماركوس أوريليوس، وبالرغم من أن السلطة انتقلت سلميًا الى ابنه كومودوس، إلا أن الأخير لم يكن بنفس حنكة والده، وتعتبر وفاة أوريليوس بمثابة نهاية العصر الذهبي لروما.

8. أنطونيوس بيوس

أنطونيوس بيوس

حكم أنطونيوس بيوس الإمبراطورية الرومانية بين عامي 138 و161 للميلاد، وهو رابع الأباطرة الرومانيين الخمسة الصالحين.

تميزت فترة بيوس بالسلم والازدهار الاقتصادي، وكان حريصًا جدًا على الحلول الدبلوماسية لكل الصراعات وتجنب أي حروب عسكرية غير ضرورية، وفي عهده بُني الجدار الأنطوني الشهير في اسكتلندا.

أدخل بيوس إصلاحات في النظام الضريبي، وقام بتحديث البنية التحتية في الامبراطورية وعزز التجارة بين شعوبها، كما أنه دعم العلماء والفنانين، وبنى عددًا من المدارس والمكتبات.

7. فسبازيان

فسبازيان

شهدت روما في سنة 69 للميلاد أول حرب أهلية كبيرة، وقد عرفت بـ “سنة الأباطرة الأربعة” نظرا لأن الإمبراطورية حُكمت من قبل أربع أباطرة خلال سنة واحدة، ممّا يعكس مدى الاضطرابات التي شهدتها روما خلال هذه الفترة القصيرة.

فسبازيان كان آخر الأباطرة الأربعة وأنجحهم، وينسب إليه الفضل في إعادة النظام والاستقرار مرة أخرى للإمبراطورية عبر تعزيز قوة الجيش وروحه المعنوية، والقضاء على جميع التمردات، كما أنه أدخل عددًا من الإصلاحات المالية والاقتصادية، وشيد الكثير من المشاريع الكبيرة.

أشهر مشاريع فسبازيان هو بلا شك مدرج الكولوسيوم الغني عن التعريف، والذي بناه في سنة 70، وافتتح بعد عامين، وكان آنذاك أكبر مدرج في العالم.

6. كلوديوس

كلوديوس

حكم كلوديوس الإمبراطورية الرومانية بين عامي 41 و54 للميلاد، أي أنه استلم الحكم بعد كاليغولا، وجاء من بعده نيرون (الإمبراطور الذي أحرق روما)، وكلاهما يعتبران من أسوأ الأباطرة واشهرهما في التاريخ الروماني.

تعرض كلوديوس في صغره للإهمال من قبل أسرته ولم يشغل مناصب مهمة بسبب معناته من العرج ومشاكل في النطق، ولهذا السبب، نجى من التطهير الذي قام به كل من تيبيريوس وكاليجولا للنبلاء وكل من قد يشكل خطرًا على حكمهما.

بعد اغتيال كاليجولا، تم اعلان كلوديوس إمبراطورًا باعتباره آخر ذكر بالغ من السلالة اليوليوكلاودية وليس لشيء آخر، وربما لم يتوقع الناس الكثير منه.

أصلح كلوديوس الكثير مما أفسده كاليغولا، كما أنه حقق الكثير من الانجازات العسكرية العظيمة لروما، منها غزو بريطانيا في سنة 43 للميلاد، وذلك كان أول توسع كبير للإمبراطورية منذ يوليوس قيصر.

توسع كلوديوس أيضا في آسيا الصغرى وشمال افريقيا، وفي عهده أسس الرومان مدينة لندن.

5. قسطنطين العظيم

قسطنطين العظيم

قسطنطين العظيم أو قسطنطين الأول أو قسطنطين الكبير، هو إمبراطور روما بين عامي 308 و337، ويشتهر بأنه كان أول من اعتنق المسيحية من الاباطرة، والرجل الذي مهد لأن تكون المسيحية ديانة الامبراطورية الرومانية (حدث ذلك في سنة 380 للميلاد).

لهذا السبب، يتمتع قسطنطين الأول بمكانة خاصة عند المسيحيين اليوم بسبب دوره الحاسم في تلك الفترة، وكما هو معروف، فهو الرجل الذي دعا إلى عقد مجمع نيقية الأول، أهم المجامع المسيحية في التاريخ.

تميز قسطنطين الأول بالحكمة في إدارة الدولة والتوافيق بين الجميع، وهو ما دفع على سبيل المثال الى عقد مجمع نيقية للتوفيق بين مذهبي المسيحي الرئيسين في ذلك الوقت، الآريوسية والأثناسيوسية.

اضافة الى الجوانب الدينية، كان لقسطنطين الأول الكثير من الإنجازات العسكرية والسياسية والثقافية، منها انتصاره في الحرب الأهلية خلال ما يعرف بـ “الحكم الرباعي”، لاسيما انتصاره في معركة جسر ميلفيو.

أمر قسطنطين الأول في سنة 313 بإعادة بناء مدينة قسنطينة الجزائرية، وأطلق عليها اسمه، وفي سنة 330، أسس مدينة القسطنطينية التي تعتبر من أهم المدن في التاريخ سياسيًا وعسكريًا.

4. تيبيريوس

تيبيريوس

استلم تيبيريوس حكم روما في سنة 14 للميلاد خلفا لأغسطس قيصر، وقد استمر حكمه حتى سنة 37، وفي عهده وقعت حادثة صلب المسيح الشهيرة، لكن من غير المرجح أن يكون له دخل في ذلك، بل يرى البعض أنه لم يكن على علم بالمسيح أصلا.

اشتهر عن تيبيريوس أنه كان قائدًا عسكريًا ناجحًا وقاد حملات كثيرة لتوسيع الإمبراطورية، فغزا أجزاء من جرمانيا ورايتيا ودالماتيا، وقضى على تمردات في عدد من المقاطعات مثل إليريا وبانونيا.

من جهة أخرى، كان تيبيريوس معروفا بقسوته، وربما كان مصابا بجنون العظمة، وعرف بأنه كان متشككا في من حوله وقضى على أي شخص هدد سلطته، ولسخرية القدر، فقد قُتل على يد أحد رجاله، ماكرو (صديق وحارس كاليغولا الشخصي).

3. هادريان

هادريان

استلم هادريان حكم روما في سنة 117 للميلاد خلفا لتراجان، وهو ثاني الأباطرة الخمسة الصالحين، وقد شارك في العديد من حملات تراجان التي وسعت من مساحة الإمبراطورية الى أقصى اتساع لها في التاريخ.

على عكس سلفه، اتبع هادريان سياسة مختلفة تمامًا، وحرص على وقف جميع حملات التوسع، بل وتخلى عن بعض الأراضي التي استولت عليها روما، وتلك كانت أول مرة تتراجع فيها الإمبراطورية عن أراضيها.

فعل هادريان ذلك إدراكًا منه لخطورة الأراضي الجديدة، وبدلا من الغزو، أنشأ حدودا قوية ودائمة لحماية أراضي الإمبراطورية، أشهرها هي حدود هادريان (سور هادريان) الواقعة جنوبًا من الحدود الأنطونية.

شيد هادريان أيضا عددًا من المشاريع والقنوات والمعابد وغيرها، منها بناء مجمع فيلا هادريان، وإعادة بناء معبد البانثيون الشهير في روما.

2. أغسطس قيصر

أغسطس قيصر

أغسطس قيصر، واسمه الحقيقي غايوس أوكتافيوس ثورينوس، هو أول إمبراطور في تاريخ روما بعدما أصبحت امبراطورية، وهو أحد كبار قادة عمه يوليوس قيصر.

كان أغسطس جزءًا من الحكومة الثلاثية التي حكمت روما بعد مقتل عمه، وسرعان ما اندلعت حرب شبه أهلية انتهت بمعركة أكتيوم الشهيرة في سنة 31 قبل الميلاد بانتصار جيوش قيصر وانتحار ماركوس أنطونيوس وزجته كليوباترا.

يُنسب الى أغسطس قيصر الفضل في نقل روما خلال الفترة المضطربة التي أعقبت اغتيال عمه وتحولها من جمهورية الى امبراطورية، وينسب إليه الفضل أيضا في الحفاظ على القوة العسكرية وبناء مؤسسات وتشريع قوانين جديدة عززت من قوة الإمبراطورية في حوض المتوسط.

1. تراجان

تراجان

أعظم امبراطور حكم الإمبراطورية الرومانية وفقًا للكثير من المؤرخين هو تراجان، واسمه الكامل ماركوس أليبيوس نيرفا تراينوس أغسطس.

تراجان هو أحد الاباطرة الخمسة الصالحين، وقد استمرت فترة حكمه من عام 98 حتى وفاته في 117، وهو أول إمبراطور روماني في التاريخ يولد خارج إيطاليا، وأيضا أول إمبراطور اختير لحكم الدولة ولم يرث السلطة.

وسع تراجان الإمبراطورية الى أقصى حدودها وصولا الى اسكتلندا شمالا وشمال أفريقيا جنوبًا وحتى بلاد ما بين النهرين شرقًا.

تميز تراجان بسياسة الموازنة بين الفتوحات والمحافظة على نوعية ومستوى المعيشة بين شعبه دون فرض ضرائب مرتفعة لتمويل جيشه، وبدلا من ذلك، اعتمد على الغنائم لتمويل الجيش ومشاريع البناء في إمبراطوريته.

أعظم 10 اباطرة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية

#الأباطرةفترة الحكمأهم انجاز
1تراجان98 – 117 متوسيع الإمبراطورية الى أقصى حد في تاريخها
2أغسطس قيصر16 ق.م – 14 متوحيد روما وتعزيز الحكم الإمبراطوري
3هادريان117 – 138 متعزيز حدود الإمبراطورية، تعزيز سيطرة روما على أراضيها
4تيبيريوس14 – 37 متوسيع الإمبراطورية، القضاء على التمردات
5قسطنطين العظيم308 – 337 مدعم الحريات الدينية، تأسيس القسطنطينية
6كلوديوس41 – 54 مغزو بريطانيا، إصلاح ما أفسده كاليغولا
7فسبازيان69 – 79 مإعادة الاستقرار، تشييد الكولوسيوم
8أنطونيوس بيوس138 – 161 متعزيز السلم والاستقرار، تشييد الجدار الأنطوني
9ماركوس أوريليوس161 – 180 مهزيمة الفرس، الحفاظ على السلم والاستقرار في روما
10أوريليان270 – 275 مإنهاء أزمة القرن الثالث، بناء سور مدينة روما (أسوار أوريليان)