قدم العلماء المسلمين على مر التاريخ اسهامات قيمة وعظيم في علم الفلك وفهمنا لما نراه في سمائنا، خاصة علماء ما يعرف بـ “العصر الذهبي للإسلام” من منتصف القرن الثامن الى أواخر القرن الخامس عشر ميلادي.

فيما يلي نلقي نظرة سريعة وإياكم عن أعظم عشرة علماء فلك مسلمين على مر التاريخ اعتمادًا على ما قدموه من اسهامات في هذا المجال.

10. ابن رشد

فيلسوف وفلكي مسلم ولد في سنة 1126 للميلاد بمدينة قرطبة، وتوفي بمدينة مراكش المغربية في سنة 1198، وهو أحد أشهر العلماء في التاريخ الإسلامي، وله إسهامات في العديد من المجالات، بما في ذلك الفلك.

اهتم ابن رشد بالنجوم والأجرام السماوية منذ صغره، وقام بتأليف عدد من الكتب التي حسنت المعرفة الفلكية في عصره، منها التعليق على كتاب “المجسطي” لبطليموس الذي انتقد فيه عددًا من نظريات بطليموس في الفلكية.

قدم ابن رشد تفسيرات للظواهر الفلكية وأسهم في تحسين التنبؤات بخسوف القمر والظواهر القمرية الأخرى، كما أنه قدم ملاحظات دقيقة للكواكب تخص حركتها ومواقعها بدقة متناهية.

9. ابن الشاطر

عالم مسلم من مواليد 1304 بمدينة دمشق السورية حيث قضى معظم حياته، وحيث كتب بعضًا من أكثر المؤلفات تأثيرًا في تاريخ علم الفلك، مثل كتاب “نهاية السؤال في تصحيح الأصول”.

كما العديد من العلماء المسلمون، شكك ابن الشاطر في نظريات بطليموس ونموذجه الفلكي، لكنه تميز عنهم بتقديم نموذج بديل حقيقي يعالج أوجه القصور في نموذج بطليموس.

تأثر الكثير من العلماء بأعمال ابن الشاطر، بمن فيهم الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس (أحد أعظم علماء الفلك الغربيين في التاريخ) الذي نقل الكثير عن ابن الشاطر.

8. أبو الوفاء البوزجاني

عالم فلك ورياضيات فارسي ولد في خرسان الإيرانية في سنة 940 للميلاد، وفي سنة 959، انتقل الى بغداد حيث أمضى ما تبقى من حياته، وحيث توفي في سنة 998.

عُرف البوزجاني في عصره بدقة قياساته الفلكية، بما في ذلك مواقع الأجرام السماوية، كما أنه قدم ملاحظات تفصيلية أخرى عن الكواكب والنجوم والقمر.

7. محمد بن جابر بن سنان البتاني

فلكي ورياضياتي مسلم من مواليد سنة 858 أمضى معظم حياته في سوريا، ويعتبر احد أكثر العلماء المسلمين تأثيرًا في تطور العلوم الفلكية في الغرب الأوروبي، وقد اشتهر بلقب بـ “بطليموس العرب”.

أسهم البتاني في تحسين وتدقيق الحسابات الفلكية بشكل كبير، وفي رصد مواقع النجوم، حوالي 489 نجمًا، وقدم إحداثيات تعتبر الأكثر دقة حتى القرنين اللاحقين.

ساعدت أعمال البتاني العلماء الذين جاءوا من بعده في فهم مدارات الكواكب والأجرام السماوية الأخرى، وقد وصفه جيروم لالاند بأنه أحد أكثر علماء الفلك تأثيرًا في التاريخ.

6. مريم الأسطرلابية

عالمة فلك مسلمة ولدت وعاشت في مدينة حلب السورية في القرن العاشر للميلاد في عهد سيف الدولة الحمداني الذي قام بتعيينها في بلاطه الأميري.

أخذت الأسطرلابية علمها من والدها الجغرافي والفلكي كوشيار الجيلي، وخاصة ما يتعلق بصناعة الإسطرلابات، وهي آلات فلكية تظهر شكل السماء خلال وقت محدد من مكان محدد.

طورت مريم الأسطرلابية نسختها الخاصة، والتي حظيت باهتمام وشهرة كبيرة بين العلماء لعقود باعتبارها من أكثر الإسطرلابات دقة وابداعًا.

5. أولوغ بيك

أولوغ بيك أو ألغ بك، هو عالم فلك مسلم ولد في سنة 1394 في مدينة سلطانية الإيرانية، وجده هو تيمورلنك، مؤسس الإمبراطورية التيمورية.

تلقى ألغ بك تعليمه في مدينة سمرقند، واهتم منذ صغره بالفلك والرياضيات وبرع فيهما، وفي سنة 1417، أسس مدرسة في سمرقند جذبت علماء من جميع انحاء العالم الإسلامي، كما أسس أيضا مرصد جورخاني زيج، أحد أكبر وأهم المراصد وأكثرها تطورًا في العالم في وقته.

أهم إنجازات أولوغ بيك العلمية تمثلت في تطوير طرق جديدة لقياس مواقع النجوم والكواكب، وتطوير بعض الأدوات الفلكية مثل آلة السدس (اخترعها أبو محمود الخجندي) والمجدرة.

4. ابن يونس المنجم

فلكي ورياضياتي مصري عاش في النصف الثاني من القرن العاشر يعتبر من أهم وأعظم الفلكيين العرب، وقد اشتهر بشكل خاص بحساباته الفلكية الدقيقة وتطويره للجداول المثلثية والفلكية.

تقلى ابن يونس تعليمًا جيدًا في صغره، كما أن الخليفة الفاطمي دعم عمله وأسس له مرصدًا على جبل المقطم قرب الفسطاط حيث كتب الكثير من ملاحظاته وطور عددًا من التقنيات الفلكية الحديثة.

قدم ابن يونس الكثير من أبحاثه وحساباته في كتاب بعنوان “الزيج الحاكمي” ظل لفترة من أهم مراجع علماء الفلك المسلمين والغربيين.

3. نصير الدين الطوسي

رياضيات وفلكي فارسي مسلم برع أيضا في الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والطب وعدة مجالات أخرى، وهو أحد اعظم علماء العصر الذهبي الإسلامي، ووصفه ابن خلدون بأحد أعظم علماء الفرس.

شهدت فترة الطوسي غزو المغول للأراضي الإسلامية، ممّا أجبره على اللجوء إلى القلاع الإسماعيلية المحصنة حيث واصل عمله في التأليف وشاع صيته كأحد أهم علماء عصره.

تمكن المغول من القلاع الإسماعيلية في سنة 1256، لكنهم لم يقتلوا الطوسي نظرًا لأهميته، فقاموا بنقله الى بغداد حيث أمضى ما تبقى من حياته، وحيث توفي سنة 1274.

في سنة 1259، أقنع الطوسي المغول ببناء مرصد فلكي في مدينة مراغة كان أكبر مرصد في العالم في ذلك الوقت، وقد احتوي على مكتبة ضمت أكثر من 400 ألف مجلد.

2. أبو الريحان البيروني

موسوعي مسلم ولد في 4 سبتمبر 973 في أوزبكستان خلال العصر العباسي، وقد برع في الفلك والجغرافية والكيمياء والتاريخ والطب والرياضيات.

ألف البيروني أكثر من 160 كتابًا، منها 95 كتابًا في الفلك والرياضيات، أشهرها هو كتاب “القانون المسعودي”.

القانون المسعودي هو مؤلف ضخم ذكر فيه البيروني كل ما توصلت اليه الحضارات السابقة من علوم في الفلك والارصاد وجمعها في مؤلف واحد.

تحدث البيروني عن دوران الأرض حول محورها، وكذلك دوران القمر حول الأرض، كما ذكر أيضًا أن القمر جسم لا يضيء إلا بانعكاس أشعة الشمس عليه.

أشهر مؤلفات البيروني في جميع المجالات هي:

  • تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة
  • التقويم الملكاني
  • الآثار الباقية عن القرون الخالية
  • التفهيم لصناعة التنجيم
  • الإسطرلاب

1. عبد الرحمن بن عمر الصوفي

عالم فلكي فارسي مسلم ولد في سنة 903 للميلاد بمدينة طهران يعتبر من بين أعظم علماء الفلك في التاريخ، وخاصة فيما يتعلق برصد النجوم وتحديد مواقعها.

كان للصوفي عدة كتب في الفلك، أشهرها كتاب “صور الكواكب الثمانية والأربعين” الذي وضع فيه خريطة دقيقة للغاية لسمائنا.

ينسب الى الصوفي في هذا الكتاب أول إشارة مكتوبة لنجوم من خارج مجرة درب التبانية، وهي لنجوم من مجرة المرأة المسلسلة التي أسماه في كتابه “السحابة الصغيرة”.

أهم مؤلفات الصوفي الأخرى هي:

  • الأرجوزة في الكواكب الثابتة
  • رسالة العمل بالأسطرلاب
  • كتاب تطارح الشعاعات
  • كتاب التذكرة