أعلنت العراق في 8 أغسطس 1988 انتصارها على ايران في الحرب التي استمرت بينهما لثماني سنوات، وقد عرف ذلك اليوم بـ “يوم النصر العظيم”، ومن جهة أخرى، تدعي ايران أيضا انتصارها في الحرب، لكن من فاز حقا في تلك الحرب؟

يدعي كل طرف أنه فاز في هذه الحرب، لكن الحقيقة أن أحدهما لم يفز ولم يحقق شيئًا، بل العكس تماما هو ما حدث.

تكبدت كل من العراق والعراق خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح، وخاصة ايران التي تكبدت أكبر الخسائر بين الأرواح، لكن ذلك لا يعني أنها الخاسر الأكبر.

يمكن اعتبار العراق فائزة في هذه الحرب اعتمادا على ما حققه الجيش العراقي من انتصارات عسكرية حاسمة في سنة 1988 أجبرت ايران على التفاوض.

أهم هذه الإنجازات هي عملية تحرير شبه جزيرة الفاو التي احتلتها ايران سنة 1986.

إضافة الى ذلك، فايران لم تحقق الهدف الرئيسي من هذه الحرب، وهو الإطاحة بالحكومة العراقية وتصدير الثورة.

في المقابل، يرى بعض المحللين الإيرانيون أن الحرب كانت في صالحهم، فقد تمكنوا من  تحرير كامل أراضيها التي فقدتها مع بداية الغزو، زد على ذلك، فالعراق لم تحقق أي من أهدافها.

برزت ايران بعد الحرب العراقية الإيرانية كقوة إقليمية تتمتع بنفوذ في العديد من دول المنطقة، بما في ذلك العراق نفسها.

عانت العراق بعد الحرب العراقية الإيرانية من تداعيات غزوها للكويت، وفي سنة 2003، احتلتها القوات الامريكية وأسقطت حكومتها.

بسبب تلك الحرب، ولأسباب أخرى مثل الغزو العراقي للكويت، يبدوا أن ايران كانت الفائز الحقيقي في هذه الحرب على المدى البعيد.