بداية من سنة 1866، شهدت ما يعرف اليوم بـ “الجزائر” سلسلة من الكوارث الصحية والطبيعية استمرت لعامين قُتل خلالها ما يقرب من 17 في المائة من سكان البلاد.

كانت الجزائر في هذه الفترة تحت الاستعمار الفرنسي الذي بدأ قبل ثلاث عقود، وذلك كان سببًا أخرًا فاقم من شدة الازمة.

ضرب جفاف شديد الجزائر في أوائل سنة 1866 أدى الى تلف المحاصيل وضعف الإنتاج ونقص الغذاء.

هذا أدى بدوره الى مجاعة ازدادت حدتها مع استمرار الجفاف وتوالي الأزمات على الجزائر في عامي 1866 و1867.

في 13 أبريل 1866، تعرضت عدة مناطق في الجزائر إلى هجوم من أسراب الجراد دمرت وأكلت كل شيء في طريقها.

بعد عدة أشهر، وفي 2 يناير 1867، وعند الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، حدث زلزال شعر به معظم سكان الجزائر تسبب في دمار قرى بأكملها.

انتشار الموتى وجثثهم في الشوارع وعلى الطرقات أدى في نهاية المطاف الى انتشار الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا والطاعون والتيفوس والتيفوئيد، لا سيما في صيف 1867.

توفي خلال هذه الفترة نحو 500 ألف جزائري وفقا للمصادر الاستعمارية، وهي بلا شك أقل بكثير من الأرقام الحقيقية.

وفقا لبعض المصادر الأخرى، تسبب هذه الكوارث في مقتل أكثر من 820 ألف إنسان، مما يجعلها أسوأ مجاعة في تاريخ عالمنا العربي، والخامسة في تاريخ القارة من حيث عدد الضحايا.