في 3 سبتمبر 1783، حصلت الولايات المتحدة على اعتراف بريطانيا بسيادتها بعد توقيع معاهدة باريس التي انهت الحرب بين المستعمرات الامريكية الثلاثة وبريطانيا العظمى.
أصبحت بريطانيا بعد توقيع تلك المعاهدة سابع دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الامريكية، لكن ما هي أول دولة اعترفت بالولايات المتحدة؟ ولماذا وقعت معاهدة مع دولة لم تحصل بعد على استقلالها الفعلي؟
أول دولة اعترفت بالولايات المتحدة هي المملكة المغربية في 20 ديسمبر 1777، حوالي سنة ونصف من اعلان المستعمرات الثلاثة عشرة استقلالها.
في سنة 1786، دخلت الولايات المتحدة مع المغرب في مفاوضات على معاهدة صداقة قادها القنصل الأمريكي في فرنسا آنذاك توماس باركلي.
بعد سنة واحدة، صادق الكونجرس الأمريكي على هذه المعاهدة، وفي نفس السنة، تم التوقيع عليها في مدينة مراكش.
معاهدة الصداقة تلك لا تزال سارية الى يومنا هذا، وهي أطول معاهدة صداقة غير منقطعة في تاريخ الولايات المتحدة.
لماذا كانت المغرب مهمة؟
سيطرت المغرب ودول شمال افريقيا على البحر الأبيض المتوسط في القرن الثامن عشر، ولم تسمح سوى لقلة قليلة من السفن بعبور مضيق جبل طارق.
كانت المغرب تفرض على الدول الأوروبية المسيحية ما يشبه الجزية لتسمح بسفنها التجارية بعبور مضيق جبل طارق، وقد قبلت بالفعل تلك الدول على دفعها، بما في ذلك الإمبراطورية البريطانية.
هذا الأمر كان ردا من العرب والمسلمين عن جرائم الأوروبيين، وتحديدا الاسبان، خلال محاكم التفتيش.
المعاهدة البريطانية المغربية منحت للسفن الامريكية الحماية باعتبارها جزءًا من الإمبراطورية، لكن هذه الحماية تلاشت بعد استقلال الولايات المتحدة.
تأمين السفن الامريكية
توقفت التجارة الامريكية بالفعل في البحر الأبيض المتوسط بعد الاستقلال، وقد أعرب المسؤولون البريطانيين عن سعادتهم لهذا.
بالرغم من ذلك، فقد فتحت المغرب في سنة 1777 موانئها أمام السفن الأمريكية بمرسوم من السلطان محمد الثالث.
بسبب المسافة الكبيرة التي تفصل بين الدولتين، فقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى تصل الأخبار إلى الولايات المتحدة.
في سنة 1778، أعاد سلطان المغرب إعلانه فتح الموانئ المغربية أمام السفن الأمريكية، وفي سنة 1780، تلقت المغرب أول رد رسمي من الولايات المتحدة.
توقيع معاهدة صداقة
في سنة 1784، استولت المغرب على سفينة تجارية أمريكية نقلتها الى ميناء طنجة في رسالة الى الأمريكيين بأن الوقت قد حان للتفاوض على معاهدة حماية بين الدولتين.
في سنة 1785، أطلقت المغرب السفينة التجارية مع طاقمها وحمولتها، وفي نفس السنة، وافقت الولايات المتحدة على شروط المغرب.
كلفت هذه المعاهدة الولايات المتحدة حوالي 20 الف دولار تدفعها للمغرب لحماية سنفها في البحر الأبيض المتوسط، ونفس الامر تقريبا حدث مع دول شمال افريقيا الأخرى مثل الجزائر في سنة 1796.