أسوأ مجاعة شهدتها العراق في تاريخ هي مجاعة تسعينيات القرن الماضي بين عامي 1990 و2003 التي راح ضحيتها أكثر من نصف مليون عراقي.

امتدت هذه المجاعة لنحو 13 عاما، بدأت في سنة 1990 بعد فترة من غزو العراق للكويت، واستمرت حتى سنة 2003 مع بدء غزو العراق (حرب الخليج الثالثة).

فُرض على العراق في هذه الفترة عقوبات دولية بهدف إجبار صدام حسين على التنحي عن السلطة، وهو الأمر الذي لم يحدث.

منعت العراق من جميع الموارد التجارية والمالية، باستثناء بعض الادوية والمواد الغذائية التي تبين أنها لم تكن كافية لتجنيب البلاد لأسوأ مجاعة في تاريخها.

فرضت عقوبات على القطاع الزراعي بشكل خاص لتقليل الإنتاج الزراعي وتعزيز الغضب الشعبي على الحكومة العراقية، لكنها لم تنجح كثيرا في ذلك، فقد شهد القطاع طفرة.

أكثر فئة تضررت من هذه العقوبات هم الأطفال، فبحسب بعض الدراسات، ازدادت عدد الوفيات بين الأطفال بأكثر من الضعف بسبب العقوبات الدولية.

في سنة 1995، قدرت مجلة ذا لانسيت (مجلة طبية) عدد الوفيات الزائدة بين الأطفال دون الخامسة بنحو 567 ألف طفل، بمعدل 200 وفاة لكل 1000 ولادة.

لاحقا، قامت اليونيسف بمسح حول وفيات الأطفال والأمهات في العراق خلال فترة العقوبات الدولية، والنتيجة كان تقريبا نفسها نتيجة مجلة ذا لانسيت.

قدرت اليونيسف عدد الوفيات بين الأطفال بسبب العقوبات بنحو 500 ألف طفل، بمعدل 131 حالة وفاة لكل 1000 ولادة.

قبل العقوبات الأمريكية، كان معدل الوفيات بين الأطفال يبلغ 56 حالة وفاة لكل 1000 ولادة.

من المهم الإشارة الى أن العديد من المؤسسات شككت في كل هذه الأرقام وادعت بأنها تقديرات تم التلاعب بها، بما في ذلك بعض المؤسسات الامريكية والعراقية.