لماذا لم يقم الإسكندر الأكبر بغزو قرطاجة؟ لتحقيق حلمه في غزو العالم وتوحيد كل الأراضي تحت راية مملكته، كان على الإسكندر الأكبر أولا القضاء على كل الدول القوية في العالم آنذاك، بما في ذلك قرطاجة.

كانت قرطاجة قوة عظمى في حوض المتوسط، ومع ذلك، لم يدخل الإسكندر الأكبر في حرب معها على الرغم من المسافة القصيرة التي تفصل بينهما.

كانت لدى الإسكندر خطة لغزو قرطاجة، لكن لم يفعل ذلك لثلاثة أسباب رئيسية، وهي:

  • لم يشكل القرطاجيون تهديدًا حقيقيًا لمملكته
  • لم يكن لديه اسطول بحري قوي
  • مات وهو يخطط لغزو قرطاجة

أهم هذه الأسباب هي بلا شك السبب الأول، فالقرطاجيون في عهد الاسكندر لم يكونوا في أوج قوتهم ولم يشكلوا تهديدًا لمملكة مقدونيا.

في عهد الإسكندر الأكبر كان التهديد الرئيسي لمقدونيا وكل اليونانيين هم الفرس الذين دخلوا معهم في حروب طاحنة لعقود.

للقضاء على هذا الجيش، بني فيليب الثاني (والد الاسكندر الأكبر) جيشًا كبيرًا وقويًا لمواجهة الفرس، لكنه لم يعش طويلا ليحقق ذلك.

حلم الاب ترجمه ابنه الاسكندر الكبير الذي تولى قيادة الجيش وهو لا يزال في العشرين من عمره، وكل تفكيره آنذاك كان تحقيق حلم والده والقضاء على الإمبراطورية الأخمينية الفارسية.

حقق الاسكندر الأكبر نجاحًا مذهلا في معاركه أمام الفرس بقيادة الملك داريوس الثالث، وخاصة في معركة غوغميلا (331 قبل الميلاد).

لم يتوقف الاسكندر عند أرض فارس، بل تعمق شرقًا حيث خاض عددا من المعارك الشرسة، منها معركته الشهيرة في الهند مع الملك بورس الذي أثار إعجاب الاسكندر وجعله فيما بعد حليفًا لها.

بعد عقد من الحرب، عاد الاسكندر الى الغرب بجيش منهك، لكن ذلك لم يوقف طموحاته، فبدأ أخيرا في التخطيط لغزو قرطاجة.

دخل الاسكندر مدينة بابل في سنة 323 قبل الميلاد، ومن هناك بدأ في بناء أسطول قوي يمكنه مواجهة الأسطول القرطاجي.

لم يعش الاسكندر الأكبر ليرى أسطوله وتوفي بشكل مفاجئ في يونيو 323 قبل الميلاد وهو لا يزال في الثانية والثلاثين فقط من عمره.