قاد الاسكندر الأكبر جيوشًا طوال سنواته العشر قائدًا لمقدونيا شرقًا حيث صنع ثاني أكبر إمبراطورية شهدها العالم القديم حتى وفته.

قد يتساءل البعض لماذا ركز الإسكندر الأكبر على الشرق بدلا من الغرب، وخاصة روما التي كانت أقرب إليه جغرافيًا من بلاد فارس وآسيا الوسطى.

لم يحاول الاسكندر الأكبر غزو روما ببساطة لأنها لم تكن دولة قوية، بل مجرد مدينة صغيرة وسط شبه الجزيرة الإيطالية المكتظة بالمدن الصغيرة المستقلة.

لم تُصبح روما قوة كبيرة إلا بعد عقود من وفاة الاسكندر الأكبر بداية من سنة 264 قبل الميلاد مع اندلاع الحرب البونيقية الأولى بين قرطاجة وروما.

كانت هناك العديد من الدول القوية في الغرب في وقت الاسكندر أقوى بكثير من روما مثل قرطاجة في تونس ومملكة إبيروس في غرب شبه جزيرة البلقان.

مع ذلك، فالإسكندر لم يكن قلقًا من الغرب كما الشرق لأنها لم تكن غنية ولم تشكل تهديدًا كبيرًا، إضافة الى ذلك، فالإسكندر الأكبر لم يتمتع بقوة بحرية يمكنها مقارعة قوة القرطاجيين.

على العكس من ذلك، فقد كان الشرق مركزًا للعدو التاريخي لمقدونيا واليونانيين، وكذلك للتهديد العسكري الأول والأكبر لدولة الاسكندر، والحديث هنا عن الإمبراطورية الأخمينية الفارسية.

كانت رغبة الاسكندر، ووالده فيليب الثاني من قبله، هزيمة الإمبراطورية الأخمينية وإنهاء التهديد الفارسي، وهو ما نجح فيه في سنة 331 قبل الميلاد.

بعدما نجح الإسكندر في القضاء على الدولة الفارسية القوية والهيمنة على آسيا الوسطى، عندها فقط بدأ يفكر جديًا في الغرب، لكن ليس روما، بل قرطاجة.

ذكرنا انفا ان دول الغرب لم تكن بنفس الأهمية لدى الاسكندر، لكنها في نهاية المطاف ستقف عقبة أمام أحلام القائد الشاب لتوحيد العالم القديم في دولة واحدة.

في سنة 323 قبل الميلاد، دخل الاسكندر الأكبر الى مدينة بابل حيث بدأ مخططه في غزو شبه الجزيرة العربية، ومن ثم قرطاجة.

أثناء ذلك، بدأ في بناء أسطول بحري كبير وقوي يمكن مواجهة الأسطول القرطاجي.

في يونيو 323 قبل الميلاد، وبشكل مفاجئ، مرض الاسكندر (ربما الملاريا) وتوفي بشكل مفاجئ وهو لا يزال في الثانية والثلاثين فقط من عمره.