قبل الخوض في هذا الموضوع، يجب الإشارة الى أن هناك أكثر من شخصية مصرية تاريخية حملت اسم “كليوباترا”، بداية من كليوباترا الأولى، زوجة بطليموس الخامس.

أشهر شخصية حملت هذا الاسم هي بلا أدنى شك كليوباترا السابعة التي اشتهرت بجمالها الأخاذ ودورها المهم في تاريخ مصر والمنطقة، وهي التي حكمت مصر بين عامي 51 قبل الميلاد حتى انتحارها في سنة 30 قبل الميلاد.

انتحرت كليوباترا لأكثر من سبب، لكن كل شيء بدأ بمعركة أكتيوم بين جيش يقوده أوكتافيوس (أغسطس قيصر) من جهة، وجيش أخر يقود ماركوس أنطونيوس وكليوباترا السابعة.

تزوجت كليوباترا من ماركوس أنطونيوس بعد وفاة زوجها السابق، يوليوس قيصر، وأنطونيوس هو أحد كبار قادة يوليوس قيصر خلال غزوه لبلاد الغال.

بعد وفاة يوليوس قيصر، تصارع ثلاثة من قادته على السلطة، وفي سنة 31 قبل الميلاد، تم اعلان أنطونيوس خائنًا لروما من قبل مجلس الشيوخ الروماني.

في نفس السنة، وقعت معركة أكتيوم البحرية الشهيرة، والتي كانت فيها كليوباترا طرفًا مع زوجها أنطونيوس.

حقق أوكتافيوس نصرًا حاسمًا في هذه المعركة، فهرب كل من كليوباترا وأنطونيوس إلى الإسكندرية، وهناك تعرضوا لهزيمة أخرى خلال معركة الاسكندرية (1 يوليو – 30 يوليو 30 ق.م).

عندما تحققت الهزيمة، وبعدما وصلته أخبار كاذبة بمقتل زوجته، قام أنطونيوس بقتل نفسه بسيفه، وقيل أنه توفي في أحضان كليوباترا بعدما أُحضر إليها.

قامت كليوباترا هي الأخرى بقتل نفسها بعدما سمحت لأفعى كوبرا بلدغها، وغالبا هي أفعى كوبرا مصرية (Naja haje)، وقبل ذلك، أرسلت ملاحظة الى أوكتافيوس تطلب فيها أن تدفن بالقرب من زوجها.

كل ما يتعلق بطريقة انتحار كليوباترا هي روايات ونظريات، والبعض من علماء المصريات المعاصرين يشككون في صحتها، بل أن البعض يشكك حتى في أنها انتحرت بالفعل.

يقترح بعض المعاصرين أن أوكتافيوس هو من قتل كليوباترا لإنهاء أي تهديد لسلطته، تماما كما فعل مع ابنها، بطليموس الخامس عشر.