يُنظر الى الامبراطور غايوس يوليوس قيصر، والمعروف أكثر بلقب “كاليغولا”، على أنه أحد أكثر الشخصيات اثارة للجدل في التاريخ الروماني اعتمادًا على ما رُوية عنه من مواقف وسلوكيات غريبة وغير مفهومة.

صدر عن كاليغولا العديد من القرارات المحير للعقل خلال فترة حكمه، منها “إعلان الحرب على البحر”.

أمر كاليغولا رجاله خلال هذه الواقعة كما تحكي الروايات رجاله بمهاجمة الأمواج بسيوفهم ورماحهم، بل وأمر أيضا بأخذ الصدف البحرية كأسرى حرب وعرضها في شوارع روما.

مع أن الأمر قد يبدوا جنونًا، وهو كذلك بالفعل الى حد ما، إلا أن الأمر قد لا يبدوا كذلك بالنسبة بالبعض.

لا نعرف تحديدًا دوافع كاليغولا لشن حرب على البحر، ولنكون أكثر دقة، على إله البحر نبتون (سمي كوكب نبتون على اسمه) وليس البحر نفسه.

يفسر البعض أنه قام بذلك بسبب توهماته وجنونه، وقد عُرف عنه كما ذكرنا انفًا الكثير من الأمور المشابهة، وربما اعتقد حقا أنه يستطيع التغلب على الطبيعة، فيخلده التاريخ كما فعل مع جده الأكبر أغسطس.

البعض الاخر يعتقد أنه فعل ذلك للسخرية من رجاله ومجلس الشيوخ، ومن المعروف ان علاقته بجيشه ومجلس الشيوخ كانت مضطربة للغاية في تلك الفترة بعدما رفض المجلس خطته لغزو بريطانيا.

المصادر التي ذكرت القصة لم تقدم تفسيرًا، وكاليجولا نفسه لم يفعل ذلك، ولهذا السبب، فمن الصعب الوصول الى إجابة وغالبا فعل ذلك إما بدافع الجنون أو لإهانة رجاله.

بعد فترة قصيرة في هذه الواقعة، اغتيل كاليجولا على يد حراسه، ومع أن حكمه استمر لأربع سنوات فقط، الا أنه يعتبر أحد أشهر الاباطرة في تاريخ روما، ليس لإنجازاته، بل لشخصيته الفريدة، والتي لا تختلف كثيرًا عن ابن شقيقته أغريبينا الصغرى، نيرون (الإمبراطور الذي أحرق روما).