يُستخدم مصطلح “المجاعة الكبرى” في فرنسا للإشارة الى مجاعة 1693 التي تعتبر أسوأ مجاعة في تاريخ البلاد، وواحدة من أسوأ المجاعات في تاريخ أوروبا.

حدثت هذه المجاعة نتيجة لطقس سنة 1692 القاسي الذي دمر الكثير من المحاصيل، ويُقال أن السماء في بعض الأحيان أمطرت لأكثر من شهر بغزارة دون توقف خلال فصلي الربيع والصيف.

يُذكر ذلك في مذكرات دوك دي سان سيمون أثناء حصار جيش لويس الرابع عشر لنامور.

ماذا حدث في شتاء 1692؟

يقول سان سيمون في مذكراته أن السماء بدأت تمطر في 8 يونيو 1692 بغزارة، ويقول أن الأمطار استمر تهطل لأربعين يومًا متتالية.

الشتاء شديد البرودة والربيع القاتم تسبب في ندرة المحاصيل وارتفاع أسعار الحبوب لدرجة أن الناس كانت مجبرة على خفض حصصها الغذائية اليومية.

يقال أن أسعار الحبوب بحلول نهاية سنة 1693 ارتفعت بعشر أو عشرين ضعف سعرها الطبيعي.

أعراض المجاعة الكبرى

بدأت أعراض المجاعة في الظهور منذ ديسمبر 1692، وكلما مرت الأشهر، ازدادت ندرة الطعام وكثرة أعداد الموتى، وهذا أدى بدوره إلى انتشار الأوبئة مثل التيفوس.

مثل كل المجاعات، اضطر الكثيرون الى أكل العشب والحيوانات، وهناك ما يذكر أن بعض الفرنسيين أكلوا جلد أحذيتهم بعد غليها في قدر.

ضحايا المجاعة الكبرى

يقدر المؤرخون عدد ضحايا المجاعة الكبرى بنحو 1.3 مليون انسان، وهذا عدد ضخم لدولة كان عدد سكانها وفقا للتقديرات لا يزيد عن 20 مليون نسمة في ذلك الوقت.

لم تكن هذه المجاعة استثنائية في وقتها، فقد شهدت فرنسا عدد من المجاعات الكبرى، منها 13 مجاعة في القرن السادس عشر، و11 مجاعة في القرنين السابع عشر والثامن عشر.