الحرب العالمية الثانية كانت نتيجة للسياسات الخاطئة من زعماء العالم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى التي كان من المفترض أن تكون اخر المعارك الكبيرة، بل هناك من وصفها بـ “الحرب لإنهاء كل الحروب”.

فرضت القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى شروطًا قاسية على الدول المهزومة لإضعافها ومعاقبتها، وخاصة ألمانيا التي أجبرت على توقيع معاهدة فرساي.

الحرب العالمية الأولى انتهت بهدنة وليس باستسلام، ومع ذلك، فقد كانت شروط الهدنة مشابهة لشروط الاستسلام، وربما أكثر سوءًا.

لماذا كانت معاهدة فرساي مهمة؟

كانت ردود فعل الالمان على معاهدة فرساي سلبية للغاية بسبب شروطها القاسية التي أفقدتها 10 في المائة من أراضيها، و12 في المائة من سكانها، إضافة الى حرمانها من موارد مهمة مثل الفحم والحديد.

عانت المانيا كثيرًا خلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى من الناحية السياسية والاقتصادية، وهذا ما سيؤدي الى صعود الحزب النازي الذي كسب شعبية كبيرة بمعارضته الشديد لحكومة فايمار المنهزمة.

في سنة 1932، نجح الحزب النازي بالفعل في بلوغ السلطة بعدما أصبح أدولف هتلر مستشارا لألمانيا.

في سنة 1923، توقع أدولف هتلر في كتابه “كفاحي” قيام حرب كبيرة أخرى في القارة، وعندما أصبح الزعيم الأوحد لألمانيا، بدأ استعداده لحدوث ذلك.

ما قبل بداية الحرب

قام هتلر سرًا بإعادة تسليح الجيش الألماني في أول خرق له لمعاهدة فرساي، ثم قام بتوقيع معاهدات مع كل من اليابان وإيطاليا لتعزيز مكانة دولته.

في سنة 1938، أرسل هتلر قواته لاحتلال النمسا، وقد نجح في ذلك، كما قام أيضا في السنة التالية باحتلال تشيكوسلوفاكيا.

ظلت القوى العظمى آنذاك تراقب الوضع ولم تتحمس لأي حرب مع المانيا، خاصة بريطانيا وفرنسا، فهي لا تزال تعاني من أضرار الحرب السابقة.

إضافة الى ذلك، فهتلر كان يوجه جيوشه شرقًا، وهذا كان مفيدًا للغرب، لكن ذلك تغيير في سنة 1939.

دخل هتلر في سنة 1939 في تحالف مع الاتحاد السوفيتي، وهذه كانت خطوة ذلك عنت بأن المانيا لن تواجه حربًا على جبهتين كما حدث في الحرب العالمية الأولى.

لكل هذه السبب، تحمس هتلر للقيام بعمليات عسكرية بهدف استعادة الأراضي التي فقدتها المانيا بعد الحرب العالمية الأولى.

بداية الحرب العالمية الثانية

في 1 سبتمبر 1939، نفذت المانيا غزوا على بولندا من الغرب بمساعدة من الاتحاد السوفيتي الذي غزًا نفس الدولة من الشرق.

اعتقد هتلر أن القوى العظمى ستراقب الامر كما حدث خلال غزو النمسا وتشيكوسلوفاكيا، لكنه كان مخطئًا هذه المرة.

رأت فرنسا وبريطانيا أن المانيا أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا عليها ويجب ايقافها، وبعد يومين من بدأ الغزو على بولندا، أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا، وهكذا بدأت الحرب العالمية الثانية.

الحرب العالمية الزائفة

سقطت بولندا بسرعة ولم تقاوم كثيرًا، وبحلول سنة 1940، كانت قد قسمت بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، وهذه الأخيرة لم تتوقف عند بولندا، بل تحركت باتجاه دول البلطيق واحتلتها أيضا.

لم تتحرك فرنسا وبريطانيا ضد المانيا بالرغم من اعلان الحرب، ولهذا السبب سميت الحرب آنذاك في وسائل الاعلام بـ “الحرب الزائفة”.

الحرب الزائفة لم تكن هادئة تمامًا، لأنها شهدت بعض المعارك بين المتحاربين، أشهرها كانت معركة بين القوات البحرية البريطانية والألمانية أدت الى غرق 100 سفينة.

البداية الفعلية للحرب

في 9 أبريل 1940، بدأت المانيا تتحرك باتجاه الشمال والغرب، وفي أيام قليلة، تمكنت من غزو النرويج والدنمارك وبلجيكا وهولندا، وقد سميت هذه العملية بـ “الحرب الخاطفة” بسبب سرعتها.

في 13 مايو 1940، عبرت القوات الألمانية نهر الميز الذي يفصلها عن فرنسا، لكنها كانت أمام عقبة خط ماجينو.

هذا الخط عبارة عن سلسلة من التحصينات شيدت بعد الحرب العالمية الأولى لحماية فرنسا من أي غزو محتمل من الشرق كما حدث في الحرب السابقة.

انهيار فرنسا في الحرب

نجحت المانيا في اختراق خط ماجينو والتقدم نحو الأراضي الفرنسية، وبالرغم من مقاومة القوات الفرنسية في بداية الأمر، الا انها لم تحتمل كثيرًا.

عندما أصبحت فرنسا قريبة من الانهيار، دخلت إيطاليا الحرب هي الأخرى الى جانب المانيا، وفي 10 يونيو 1940، أعلنت الحرب على بريطانيا وفرنسا.

بعدها بثلاثة أيام، نجحت المانيا في دخول العاصمة باريس وتقسميها الى قسمين، قسم تحتله عسكريًا، وقسم أخر تسيطر عليه حكومة فرنسية خاضعة للألمان (حكومة فيشي).

حرب بريطانيا وألمانيا

عندما سقطت فرنسا، حول هتلر أنظاره الى بريطانيا، وعلى عكس فرنسا، بريطانيا تقع على جزيرة تفصلها القناة الإنجليزية عن القارة الأوروبية، لذلك فمن الصعب للغاية غزوها.

ليفعل ذلك، كان هتلر يعرف أنه بحاجة الى هزيمة سلاح الجو الملكي البريطاني.

تعرضت بريطانيا في الفترة بين سبتمبر 1940 الى مايو 1941 لقصف المانيا شديد استهدف بالدرجة الأولى العاصمة لندن والمدن الصناعية الكبرى.

أهم معراك الحرب في تلك الفترة كانت معركة بريطانيا التي تعتبر أول معركة في التاريخ تخوضها دولتين في الجو فقط.

تمكن سلاح الجو الملكي البريطاني من الحاق هزيمة نكراء بالألمان أجبرتهم على تأجيل خططهم للغزو.

هتلر ضد ستالين

في 22 يونيو 1941، أمر هتلر جنودها بغزو الاتحاد السوفيتي فيما يعرف بـ “عملية بربروسا” نسبة الى الامبراطور الروماني المقدس فريدرش الأول بربروسا، وهو أكبر خطأ قام به خلال الحرب.

تقدمت المانيا بثبات نحو العاصمة موسكو، ومع ان كل التوقعات الأولية كانت تشير الى نصر الماني سريع، الا العملية فشلت فشلا ذريعا بسبب مزيج من الأخطاء الاستراتيجية والطقس القاسي والمقاومة السوفيتية الشرسة.

لم يكتفي السوفيت بالدفاعي فقط، ففي سنة 1943، ردوا بهجوم مضاد كبير حول ألمانيا للمرة الأولى من وضعية الهجوم الى الدفاع.

الحرب العالمية خارج أوروبا

مناطق الصراع الرئيسية في الحرب العالمية الثانية خارج أوروبا كانت منطقة شمال افريقيا ومنطقة المحيط الهادئ.

الحرب في المحيط الهادئ بدأت في 7 ديسمبر 1941 عندما هاجمت 360 طائرة يابانية القاعدة الامريكية في بيرل هاربور حيث قتل أزيد من 2300 جندي أمريكي.

في اليوم التالي من الهجوم، أعلن الكونجرس الأمريكي الحرب على اليابان، وفي المقابل، أعلنت الدول الحليفة لليابان الحرب على الولايات المتحدة.

المعركة الحاسمة في هذه الحرب كانت معركة ميدواي الملحمية بين القوات البحرية الامريكية والقوات البحري اليابانية.

حققت الولايات المتحدة في تلك المعركة نصرًا حاسمًا بعدما نجحت في صد هجوم ياباني كبير على جزيرة ميدواي، وهي نقطة تحول مهمة في مسار الحرب في المحيط الهادئ.

الهجوم المضاد

في شمال افريقيا، وبالتحديد في سنة 1943، تمكنت القوات الامريكية والبريطانية بعد عدة أشهر من القتال من هزيمة الايطاليين بالرغم من تدخل الجيش الألماني لنجدتهم.

تبع ذلك غزو قوات الحلفاء لجزيرة صقلية الإيطالية، ومن ثم غزو شبه الجزيرة الإيطالية، وفي يوليو 1943، سقطت حكومة موسوليني المهزوم.

في نفس السنة، شن الحلفاء سلسلة من الهجمات المضادة على المانيا واليابان، أعنفها كان الهجوم السوفييتي على الجبهة الشرقية لألمانيا بعد معركة ستالينجراد.

دخل الحلفاء الى فرنسا في سنة 1944 عبر شواطئ نورماندي وتحريرها بالكامل في العملية التي عرفت بـ “انزال النورماندي”، وهكذا أصبحت المانيا محاصرة من جميع الجهات.

نهاية الحرب العالمية الثانية

أخر معركة كبيرة في الحرب العالمية الثانية كانت معركة برلين بين القوات السوفيتي التي هاجمت مدينة برلين من الشرق والجنوب من جهة، وقوات جيش هتلر التي دافعت بشراسة على المدينة من جهة اخرى.

تعتبر تلك المعركة من بين أكثر المعارك دموية في التاريخ، فبالرغم من انها لم تستمر سوى لـ 17 يومًا، الا ان عدد ضحاياها تجاوز المليون ضحية.

قبل نهاية المعركة بثلاثة أيام، انتحر هتلر في ملجئه مع زوجته وكلبه، وفي 5 مايو 1945، وقع الالمان وثيقة استسلامهم.

في 6 أغسطس 1945، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما، وبعد ثلاثة أيام، أسقطت قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي.

في 15 أغسطس، أعلنت الإمبراطور الياباني هيروهيتو استسلام بلاده، وفي 2 سبتمبر 1945، وقعت الولايات المتحدة واليابان وثيقة الاستسلام على متن سفينة يو إس إس ميسوري في خليج طوكيو، وهكذا انتهت الحرب العالمية الثانية.

10 حقائق أساسية عن الحرب العالمية الثانية

  • بدأت الحرب العالمية الثانية في 1 سبتمبر 1939 وانتهت في 2 سبتمبر 1945.
  • أسوأ معركة في الحرب العالمية الثانية من حيث عدد الضحايا هي معركة ستالينغراد (1.8 مليون قتيل).
  • الدول الكبرى التي ظلت محايدة في الحرب العالمية الثانية هي اسبانيا وسويسرا والسويد.
  • أصغر جندي شارك في الحرب العالمية الثانية هو كالفن جراهام (12 عاما).
  • قتل خلال الحرب حوالي 64 مليون شخص.
  • 80 في المائة ضحايا الحرب كانوا ينتمون الى أربع دول هي الصين والاتحاد السوفيتي وألمانيا وبولندا.
  • 50 في المائة من ضحايا الحرب كانوا مدنيين (معظمهم نساء وأطفال).
  • انتهت الحرب بانتصار دول الحلفاء (بريطانيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) وخسارة دول المحور (المانيا وإيطاليا واليابان).
  • هيرو أونودا هو أخر جندي يستسلم في الحرب العالمية الثانية (استسلم في 1974).
  • تم تطوير واستخدام أول قنبلة ذرية في التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

ما هي أسوأ معركة في التاريخ

أسوأ 10 حروب في تاريخ افريقيا

أسوأ 10 حروب استقلال في التاريخ