استمرت الثورة الصناعية بإنجلترا خلال القرنين الثامن والتاسع عشر للميلاد في الفترة بين 1760 و1840.

تمثل الثورة الصناعية نقطة تحول رئيسية في تاريخ أوروبا والعالم، وقد أثرت بشكل كبير على الطريقة التي عمل بها العالم في السنوات اللاحقة وصولًا الى يومنا هذا.

أهم 10 أسباب أدت الى الثورة الصناعية

  • المنافسة الشديدة بين القوة الأوروبية اقتصاديًا وسياسيًا.
  • الثورة العلمية في أوروبا وتراجع سلطة الكنيسة.
  • ظهور الثورة الزراعية في بريطانيا خلال القرن السابع عشر.
  • السياسات الحكومية الحكيمة لتطوير الصناعة.
  • الهيمنة على موارد الدول الاسيوية والافريقية والأمريكية.
  • التوسع وخلق سوق جديدة للسلع الأوروبية.
  • ظهور الرأسمالية التي منحت الحرية الاقتصادية للأفراد.
  • اختراع الآلات الزراعية والهجرات الجماعية من القرى نحو المدن.
  • الاختراعات مثل المحركات البخارية والقطارات ومغزل جيني.
  • توافر الفحم والحديد في بريطانيا.

الانفتاح

مع تراجع سلطة الكنيسة في أوروبا، أصبحت القارة منذ القرن السادس عشر أكثر انفتاحًا على الأفكار الجديدة والمفاهيم لحل المشاكل وجعل حياة الانسان أكثر سهولة.

تعرف هذه الفترة لدى المؤرخين بـ فترة “الثورة العلمية”، ومع ان المؤرخين لا يتفقون على تاريخ محدد لبداية هذه الفترة، الا ان الكثيرين يشيرون الى فترة نيكولاس كوبرنيكوس.

نيكولاس كوبرنيكوس هو رياضياتي كان من أعظم علماء عصره، وقد اشتهر بتحدي سلطة الكنسية والآراء الراسخة في الجامعات المسيحية والغربية، وخاصة فيما يتعلق بـ “مركزية الشمس”.

المنافسة

دفعت المنافسة الشديدة بين الدول الأوروبية، وخاصة الاستعمارية منها، الى توليد ضغط مستمر على الدول لمواكبة أعدائها في الإنتاج والابتكار.

هذا الضغط نتج عنه في نهاية المطاف ظهور اختراعات مبتكرة للغاية لعبت دورًا رئيسيًا في الثورة الصناعية.

السياسات الحكومية

تميزت بريطانيا في القرن الثامن عشر باستقرار سياسي أفضل بكثير من منافساتها مثل فرنسا واسبانيا، وهذا ما أدى بدوره الى اتباع سياسات حكيمة وتنفيذها بشكل أفضل مقارنة بخصومها.

ساهمت السياسات الرأس مالية على تشجيع التجارة وريادة الأعمال والابتكارات.

إضافة الى ذلك، سمحت بريطانيا بتدفق المهاجرين من الخارج لتعزيز المهارات المتوافرة للشركات والمصانع في سوق العمل.

الرأسمالية

ظهر شكل من الرأسمالية في بريطانيا قبل الثورة الصناعية عرف بـ “رأسمالية عدم التدخل” يشير الى عدم التدخل الحكومي في الاقتصاد والسماح بدلا من ذلك للأفراد بتسيير شؤونهم الاقتصادية بحرية.

كانت هذه الفكرة ثورية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ففي القرون السابقة، كان النظام الاقتصادي المتبع هو المذهب التجاري (MERCANTILISM) الذي يشجع الحكومة على التحكم بشكل صارم في الاقتصاد.

بدأت الأصوات التي تنادي بمزيد من الحرية للأفراد في أواخر القرن الثامن عشر من قبل عدة مفكرين بارزين، على رأسهم أدم سميث الذي وضع أسس الرأسمالية في كتابه “ثروة الأمم”.

الهيمنة على موارد الغير

صنعت بريطانيا في منتصف القرن الثامن عشر امبراطورية كبيرة في الخارج، وخاصة الهند التي أحد أعمدة الإمبراطورية بما تمتع به من موارد طبيعية وزراعية وبشرية ومعدنية.

شكلت هذه الموارد جوهر تاج الإمبراطورية البريطانية وساعدتها على التوسع لتصبح قوة عالمية مهيمنة لما يقرب من قرنين من الزمان.

كانت المستعمرات البريطانية مصدرًا للخامات التي يمكن استخدامها لإنتاج البضائع، وكانت في نفس الوقت سوقًا كبيرة للسلع البريطانية.

السوق الجديدة

التوسع خلق سوقًا جديدة للبضائع، وهذا كان يعني أن السلع المنتجة في المصانع الأوروبية كان من الممكن شحنها وبيعها في جميع انحاء العالم بسهولة تامة.

ساعد هذا الامر في توسيع وبناء المزيد من المصانع، وهكذا ازدهرت الصناعة كما لم تفعل في أي وقت مضى.

الثورة الزراعية البريطانية

تشير الثورة الزراعية الى الارتفاع غير المسبوق في الإنتاج الزراعي الذي حدث في بريطانيا من القرن السابع عشر الى منتصف القرن التاسع عشر.

أدت الثورة الزراعية الى انتاج المزيد من الغذاء، وهذا أدى بدوره الى زيادة كبيرة في عدد سكان البلاد، وبالتالي المزيد من القوة العاملة المتوفرة المصانع والمناجم.

في سنة 1800، كان عدد سكان بريطانيا لا يزيد عن 8 ملايين نسمة، وبحلول سنة 1900، كان عدد سكان بريطانيا قد ارتفع الى أكثر من 30 مليون نسمة.

الآلات الزراعية

تضمنت الثورة الزراعية استخدام آلات حديثة للغاية يمكنها ان تؤدي نفس القدر من العمل الذي يمكن ان يؤديه مجموعة من الفلاحين.

تسببت الآلات الحديثة في تراجع الوظائف الزراعية، وبالتالي، بدأ الناس يغادرون القرى والمزارع الى البلدات والمدن بحثًا عن عمل في المصانع والمناجم، وهذا ما استغله ملاك المناجم والمصانع أحسن استغلال.

الابتكارات في التكنولوجيا

العامل الرئيسي في نجاح الثورة الصناعية كانت الابتكارات والتكنولوجيا الجديدة التي ظهرت في القرن الثامن العشر، وخاصة:

  • محرك نيوكومن الجوي
  • محرك واط البخاري
  • محلج القطن
  • القاطرة البخارية
  • مغزل جيني
  • عملية بسمر
  • الفونوغراف
  • المصباح المتوهج
  • المحرك الحثي
  • الطائرة

توافر الفحم والحديد

تمتعت بريطانيا باحتياطيات هائلة من الفحم والحديد، وكلاهما لعب دورًا حيويًا في عمليات التصنيع، وخاصة بعد اختراع المحرك البخاري.

استخدم المحرك البخاري الذي عمل بالفحم في القطارات والسفن البحرية وجميع الآلات الأخرى.

على عكس دول أوروبا الأخرى، كان الفحم في بريطانيا قريبا من السطح ومن السهل نسبيا الوصول اليه واستخراجه.

الحديد استخدم في البناء وصناعة الأدوات وبناء السفن والسكك الحديدية وغيرها.