طوال تاريخها الذي يمتد لآلاف السنين، كانت العراق مسقط رأس بعض من أعظم الشخصيات في التاريخ، وحديثنا هنا لا يقتصر عن الدولة الحديثة التي تأسست في أوائل القرن الماضي، بل تاريخ المنطقة التي تشكل العراق اليوم.

بمعنى آخر، فحديثنا سيكون عن أعظم شخصيات ولدت ونشأت وأثرت على المنطقة التي تشكل اليوم جمهورية العراق، كما اننا قمنا بتقسيم تصنيفنا بين خمسة شخصيات من كل فترة، العراق ما قبل الإسلام، والعراق ما بعد الإسلام.

10. نارام سين

يعتبر نارام سين أحد أهم وأنجح الملوك في تاريخ بلاد ما بين النهرين، والبعض يعتبره الأنجح والأعظم بين ملوك الإمبراطورية الأكادية لما حققه في فتوحات عسكرية وإصلاحات سياسية واقتصادية مهمة.

حكم نارام سين الإمبراطورية بين عامي 2254 و2218 قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة، توسعت أكد الى أقصى اتساع لها، وتعد حقبته بمثابة العصر الذهبي للإمبراطورية.

يعتقد أن نارام سين كان أول ملوك بلاد ما بين النهرين الذين ادعوا الألوهية، فقد لقب نفسه بـ “إله أكد”.

9. سفيان الثوري

فقيه وعالم مسلم ولد في سنة 716 للميلاد بمدينة الكوفة، ودرس على يد عدد من علماء عصره أمثال جعفر الصادق ومالك بن أنس، وقد قاله عنه الذهبي:

  • “هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف كتاب الجامع”.

كان سفيان الثوري أحد رواد المذهب الحنفي، لكنه لم يتفق مع كل آراء المذهب، وانتهى به الأمر بتطوير مذهبه الخاص (المذهب الثوري) الذي ظل متداولا حتى القرن الرابع عشر الميلادي.

اشتهر الثوري بمحنته مع الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور بعدما رفض تولي القضاء، فهرب من الكوفة وظل متخفيًا حتى وفاته في حوالي 778 بمدينة البصرة.

8. أحمد بن حنبل

كان أحمد بن حنبل فقيهًا مسلمًا عُرف بغزارته علمه وحسن خلقه، وله عدد كبير من المؤلفات، أشهرها بلا شك هو كتاب “المسند” الذي يعتبر أحد أشهر كتب الحديث النبوية.

اضافة الى المسند، اشتهر بن حنبل بموقفه في ما عُرف بـ “محنة خلق القرآن”، والتي قُتل خلالها الكثير من العلماء وعذب آخرون، وظل متمسكا برآيه حتى نهاية الفتنة في عهد المتوكل.

يحظى أحمد بن حنبل اليوم باحترام وتقدير بين المسلمين بسبب علمه وموقفه في الفتنة، ومذهبه يعد المذهب الرسمي في المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر.

7. أور نمو

أور نمو أو أورنامو، هو مؤسس سلالة أور الثالثة التي حكمت سومر لمائة سنة، ويعتبر أحد أعظم ملوك سومر وبلاد ما بين النهرين ومن أكثرهم تأثيرًا.

شهدت فترة أور نمو عودة النظام والاستقرار الى بلاد ما بين النهرين بعد قرون من الاضطرابات والانقسامات، كما نجح في توحيد سومر وأكد بفضل براعته السياسية والعسكرية، ولقب نفسه بـ “ملك سومر وأكد”.

يُنسب الى أور نمو تشريع أول قوانين في التاريخ، وقد سبقت شريعة حمورابي بثلاثة قرون، وهي تشمل قوانين مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك القانون المدني والقانون الجنائي وقانون الأسرة.

6. أبو حنيفة

أبو حنيفة النعمان هو تابعي وفقيه وعالم مسلم يعتبر أحد الأئمة الأربعة، ومؤسس المذهب الحنفي، أقدم وأكثر المذاهب الأربعة انتشارًا في العالم.

ولد أبو حنيفة في الكوفة سنة 697 للميلاد، وتلقى تعليمه عند مجموعة كبيرة من المشايخ، بمن فيهم أنس بن مالك، وتعلم على يده أيضا الكثير من العلماء الكبار، بمن بينهم أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم والحسن بن زياد اللؤلؤي وغيرهم.

بالرغم من غزارة علمه، إلا أنه لم يؤلف سوى القليل جدا من الكتب، أشهرها هي:

  • الفقه الأكبر
  • الفقه الأوسط
  • العالم والمتعلم
  • الرسالة
  • الوصية

5. حمورابي

كان حمورابي سادس ملوك السلالة البابلية الأولى التي حكمت مدينة بابل، وفي وقته، كانت بابل عبارة عن دولة مدينة صغيرة تحيطها العديد من الدول المدن الأخرى.

وصل حمورابي الى السلطة في سنة 1792 للميلاد، وخلال فترة قصيرة، نجح في توسيع دولته والسيطرة على المدن الدول المجاورة، وانتهى به الأمر بالسيطرة على كامل أراضي بلاد ما بين النهرين وتأسيس الإمبراطورية البابلية.

اضافة الى انتصاراته العسكرية و الاقتصادية، اشتهر حمورابي بإصلاحاته القانونية، وخاصة ما يعرف بـ “قانون حمورابي” في سنة 1754 قبل الميلاد.

كان قانون حمورابي قائما على مبدأ “العين بالعين”، وهو عبارة عن مجموعة من التشريعات حول الملكية والزواج والطلاق والجريمة الخ، وتعتبر من أهم الشرائع القانونية في التاريخ.

4. سرجون الأكدي

ولد سرجون الأكدي في حوالي 2279 قبل الميلاد، وقصة طفولته حسب النصوص السومرية تشبه قليلا قصة سيدنا موسى أو حتى التوأم رومولوس ورموس، إذ ان أمه ألقت به في النهر، فعثر عليه بستاني كان يعمل ساقيًا للملك.

تمتع سرجون بحنكة عسكرية فذة، وترقى في الرتب حتى أصبح قائدًا عسكريًا، وبعد وفاة الملك، تولى السلطة وأسس الإمبراطورية الأكادية التي حكمت كامل بلاد ما بين النهرين وأجزاء من بلاد الشام.

أنشأ سرجون جيشًا دائمًا تألف من جنود محترفين ومدربين، وقد لعب دورًا حاسمًا في توسع الإمبراطورية ، وأيضا في حمايتها من الغزو وتعزيز النظام في أراضيها.

دعم سرجون الفنون والعلوم في امبراطوريته، وينظر اليوم إلى الفترة الأكادية باعتبارها “العصر الذهبي للثقافة في بلاد ما بين النهرين”.

3. هارون الرشيد

كان هارون الرشيد خامس الخلفاء العباسيين واشهرهم، ومع أنه ولد في إيران الحالية سنة 763 للميلاد، إلا أنه يعتبر من أعظم الشخصيات في تاريخ العراق.

بلغت الدولة العباسية أوج قوتها في عهد هارون الرشيد، وكانت فترته بمثابة بداية لما عرف بـ “العصر الذهبي للإسلام”، وفي عهده بنيت مكتبة بيت الحكمة الشهيرة.

عزز هارون الرشيد خلال حكمه من مركزية الدولة العباسية، وحد من استقلالية حكام مناطقها، كما أنه نفوذ اسرة البرامكة في ما يُعرف بـ “نكبة البرامكة”.

2. نبوخذ نصر

نبوخذ نصر الثاني هو ملك بابلي حكم الإمبراطورية الكلدانية البابلية لمدة 43 عامًا بين عامي 605 و562 قبل الميلاد، وهو أحد أنجح وأشهر الملوك في تاريخ بلاد الرافدين.

خاض نبوخذ نصر عددًا من المعارك الكبيرة مع الآشوريين والمصريين، خاصة في السنوات الأخيرة من حكمه على الرغم من أن أحد أهم انتصاراته جاءت قبل أن يصبح ملكا (انتصاره في معركة كركميش).

إضافة الى نجاحاته العسكرية، قام نبوخذ نصر بتنفيذ مشاريع بناء عظيمة في بابل ومدن أخرى، أشهرها هي حدائق بابل المعلقة التي تُنسب اليه.

في سنة 587 فرض خاض نبوخذ حصارًا على مدينة القدس يعتبر من أشهر الأحداث التاريخية، فدمر المدينة وسبى سكانها (السبي البابلي)، وهي واحدة من أهم نقاط التحول في التاريخ اليهودي.

1. صلاح الدين الأيوبي

أعظم شخصية في تاريخ العراق من وجهة نظر الكثيرين هو صلاح الدين الأيوبي الذي يعتبر أيضًا من بين أعظم القادة العسكريين في التاريخ.

ولد صلاح الدين الأيوبي في سنة 1138 بمدينة تكريت في وسط العراق، وهو مؤسس الدولة الايوبية التي حكمت مساحة مهمة من عالمنا الإسلامي في القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلادي.

حقق صلاح الدين انتصارات عظيمة ضد الصليبيين والفرنجة في عدة معارك فاصلة بين المسلمين والمسيحيين، لعل ان أشهرها هي معركة حطين.

أسفرت المعركة عن فتح القدس وتحرير مساحات كبيرة من الأراضي والقلاع والمدن التي احتلها الصليبيون، وكانت سببًا رئيسيًا في الحملة الصليبية الثالثة.